هل من بديل
للفوضى في سورية
الايكونوميست 4
آب 2012
قطع رأس النظام
السوري واجبٌ الروس وليس الحكومات الغربية فقط قبل جرِّه البلاد لفوضى طائفية.
نهاية الأسد ميتاً او مغادراً في طائرة امرٌ
محتوم، فالدمار الذي خلفه لشعبه لا يؤهله لأية تسوية.
ترجمة محمد حمدان
معركة حلب المشتعلة الآن لا تدفع الحكومات الغربية وأجهزة مخابراتها للرهان على سقوط وشيك لنظام الأسد، فبالرغم من الكلام عن نهاية قريبة للعبة الدولية في سورية بعد زلزال تفجير المبنى الامني والاطاحة بأهم رجال الأسد، فإن معركة حلب قد تنتهي باحكام سيطرة قوات النظام على المدينة بما تملك من ترسانة أسلحة متطورة تفوق سلاح المعارضة المتواضع، ولكن إذا ما سقطت حلب بيد الثوار فإن النظام سيسقط بسرعة وهذا غير متوقع في الوقت القريب مع اليقين الغربي بأن نهاية الأسد ميتاً او مغادراً في طائرة امرٌ محتوم، فالدمار الذي خلفه لشعبه لا يؤهله لأية تسوية.
معركة حلب المشتعلة الآن لا تدفع الحكومات الغربية وأجهزة مخابراتها للرهان على سقوط وشيك لنظام الأسد، فبالرغم من الكلام عن نهاية قريبة للعبة الدولية في سورية بعد زلزال تفجير المبنى الامني والاطاحة بأهم رجال الأسد، فإن معركة حلب قد تنتهي باحكام سيطرة قوات النظام على المدينة بما تملك من ترسانة أسلحة متطورة تفوق سلاح المعارضة المتواضع، ولكن إذا ما سقطت حلب بيد الثوار فإن النظام سيسقط بسرعة وهذا غير متوقع في الوقت القريب مع اليقين الغربي بأن نهاية الأسد ميتاً او مغادراً في طائرة امرٌ محتوم، فالدمار الذي خلفه لشعبه لا يؤهله لأية تسوية.
ترجيح الانقلاب العسكري
ويبدو احتمال انقلاب عسكري يطيح
بالأسد وفقاُ لدوائر المخابرات الغربية اكثر ترجيحاً من انهيار عسكري ومصيرٍ مشابه
لمعمّر القذافي، لذا يحظى خيار استبدال الأسد بأحد من النظام بتوافق لدى الغرب وحتى
انه يحظى باهتمام من قبل الروس اهم المدافيعن الشرسين عن نظام الاسد لحد الآن، في
وقت تبدو فيه المساعي الدبلوماسية للامم المتحدة ولجامعة الدول العربية عاجزة أو
دون المستوى المأمول لانقاذ الشعب السوري العاجز على اسقاط النظام الذي بدوره عاجز
على اسكات الشعب او السيطرة الكاملة على الأرض.
الثوار يتمتعون بالحيلة
وسيطر الثوار سابقا على
مدن كحمص وحماه واجزاء من دمشق ولكن تم اجبارهم على التراجع من قبل قوات الاسد، ولكنهم يحظون بشعبية كبيرة في أغلب المدن والقرى للآن، ويسيطرون على اكثر من نصف
مساحة الأراضي السورية، لاسيما في محافظات مثل ادلب وحلب.
ويتمتع الثوار في الآونة الأخيرة بالدهاء
والحيلة من خلال الانسحاب التكتيكي من دمشق عندما يكون الموت هباءا وغير قادر على
تحقيق النتائج المرجوة. ولذا يتوقع ان يفعل الثوار نفس الشيء وينسحبون تكتيكياً من
حلب اذا استطاع رجال الأسد فرض سيطرتهم على المدينة كي لا يتم القضاء عليهم وعلى يقينهم العظيم
بالنصر القريب.
سلاح الثوار متواضع والدعم السعودي
بلاغيا فقط
ولايزال سلاح الثوار دون مستوى
العتاد الثقيل لجيش النظام بما لديه من دبابات ومدفعية وسلاح الجو وبالرغم من
التقارير الكثيرة عن دعم عسكري من دول الخليج الا ان ذلك يبقى في اطار المبالغة؛
فالدعم السعودي يبدو لحد الآن كلاما بلاغياً، وما قدمته قطر من مال لشراء أسلحة
مضادة للدروع وصورايخ محمولة على الكتف عن طريق لبنان يجد صعوبة في ايجاد الموردين
ليبقى سلاح الثوار متواضعاً وعاجزأ على مجابهة الآلة العسكرية المتطورة لجيش
النظام السوري.
ووفقاً لتقارر فإن الأسلحة الثقيلة
التي يمكلها الجيش السوري الحر تقتصر على ماتم السيطرة عليه من دبابات روسية ت 72
وصواريخ محمولة على الكتف ورشاشات، كما لديها بضعة أسلحة مضادة للطائرات مثبتة على
سيارات دفع رباعي في حين يواجه الثوار خطورة نفاذ الذخيرة.
ويمتلك الجيش الحر أيضاً عدة صواريخ
موجهة بالليزر مضادة للدبابات روسية الصنع وقادرة على اصابة الهدف من مسافة 5 كيلو
متر، تم الحصول عليها من ليبيا والإمارات
العربية المتحدة، وكما قالت التقارير بحصول الجيش الحر أيضا على صواريخ أرض-جو
المحمولة على الكتف عن طريق تركيا.
ومع ازدياد الانشقاقات لضباط أغلبهم
من الطائفة السنية جعل من ولاء الضباط غير المنشقين موضع تساؤل وأشارة استفهام من
قبل النظام الذي تجلَّت نزعته الطائفية للاعتماد فقط على الحرس الجمهوري والفرقة
الرابعة الميكانيكية بما يحظى هذا الجيش الطائفي من عتاد متطور وامتيازات لجنود
أغلبهم من الطائفة العلوية ومستعدين للموت من اجله، فضلا عن سلاح القوى الجوية المعقل
العلوي الآخر.
قطع رأس النظام
لا يملك الروس ولاءا شخصيا للأسد
ولكن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية
تمنعهم من اسقاطه الآن ولكنهم لن يحتفظوا به للأبد، الآلاف منهم في سورية
يقدمون المساعدة التقنية والعسكرية، والبعض منهم يعطي دروسا عن حربهم في الشيشان وكيف
قمعوا الشعب الشيشاني بوحشية ودموية، وهذا ما كان على الاسد ان يفعله برأيهم لذلك
استحق التوبيخ الروسي على الدوام.
خلاصة الحديث المتنامي في المخابرات الغربية هي" قطع رأس النظام افضل من الاطاحة به
كاملا"، وهذا ما فرض على المعارضة السورية القيام باتفاقيات مع
كبار ضباط من السنة، ولكن الاقتراح الفرنسي لاسم العميد مناف طلاس كشخصية سنية
قوية تقود المرحلة الانتقالية لقي استهجانا
من قبل معظم أطياف المعرضة وسرعان ما تلاشى .
المعارضة السياسية لا تقنع الغرب
وتجمع الحكومات الغربية على ان السبب
الوحيد لتفضيل خيار الاطاحة بالاسد حصرا أو(قطع رأس النظام فقط) يعود لقناعتها بعجز المعارضة الحالية على ملئ الفراغ الذي
يتركه رحيل النظام بأكمله كما كان الحال في ليبيا ومجلسه الانتقالي الذي حظي
بتأييد دبلوماسي قوي على عكس المجلس الوطني السوري المتكون في معظمه من منفيين او
مقيمين في الغرب، كما أن الجيش السوري الحر ولجان التنسيق المحلية وعلى الرغم من
شجاعتهم في تنظيم حراك المقاومة فإن شبكة العلاقات الوطنية التي بنوها ما تزال
يانعة وغير قادرة على قيادة البلد لوحدها.
في هذه الأثناء حلب تحترق ومخططات غربية كثيرة علينا التنبؤ بها لما وراء هذه المشاهد الدموية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق