الخميس، 5 يوليو 2012

مناف طلاس ... ورقة "الجوكر" لتسوية الملف السوري



محمد حسين حمدان

اولى معالم المخرج السوري تجلت اليوم بانشقاق الرجل المرشح لمنصب وزير الدفاع في ظل النظام الحالي وأحد أهم الضباط  القريبين من خلية الازمة.

العميد مناف مصطفى طلاس قائد اللواء 105 التابع للحرس الجمهوري وعضو اللجنة المركزية  في المؤتمر العاشر لحزب البعث يعبر الى تركيا ضمن معلومات عن ذهابه الى باريس.

وقالت المصادر عن نية العميد طلاس الانشقاق منذ أشهر الى ان تهيأت الظروف المناسبة من خلال التنسيق بينه وبين اخيه الاكبر ورجل الاعمال فراس طلاس الذي انضم لقوى المعارضة منذ فترة ويقيم خارج سورية.

ويقول احد الناشطين وفقا لمعلومات مؤكدة بان العميد طلاس كان من الرافضين لاستخدام الحل الأمني في مواجهة الاحتجاجات منذ أيامها الأولى، وبذل كل جهده في دوما ودرعا وحمص وغيرها، وكانت النتيجة أن اتخذ  القرار باستبعاده عن أي نشاط سياسي أوعسكري، ليتحول بعدها إلى ما يشبه الاقامة الجبرية بل وضع تحت الرقابة المشددة.

وعلى الرغم من الجدل والضجة الذي أثارها الانشقاق مقارنة بالانشقاقات التي سبقته في الجيش السوري فإن السؤال المزمن عن انشقاقات من الصف الاول للنظام قد وجد اجابة بعد ستة عشر شهرا من استنزاف قدرات الجيش السوري، لاسيما في حرب العصابات التي وضع في مواجهتها وفقا للعلوم العسكرية.

ويتزامن الانشقاق مع تصريحات "احمد قاسم" منسّق "الجيش السوري الحر" عن سيطرة الجيش على اربعين بالمئة من الارض السورية وتصاعد عملياته إثر استخدامه لأسلحة متطورة بدت قادرة على تكبيد الجيش السوري خسائر كبيرة في الارواح والعتاد، فضلاً عن تزايد الانشقاقات للرتب الرفيعة -عميد ولواء- والذي وصل عددهم إلى خمسة عشر في الاسبو ع الماضي فقط.
كما يرافقه نجاح تركيا في الحصول على منطقة عازلة جوياً ضمنيا بحدود 10 كم داخل الارض السورية بعد تحرش الطائرة بالدفاع الجوي السوري الذي رد باسقاطها، وما تلا ذلك من تهديد تركي باسقاط أي مقاتلة سورية تقترب من الحدود التركية.

ورغم التقليل من اهمية  مافعل قائد اللواء 155 على لسان مسؤول حكومي وفقاً لصحيفة الكترونية موالية للنظام، إلا ان ذلك لن يمر مرور الكرام وسيكون كبار الجنرالات في موقع الشك الآن ولاسيما في ولاءهم.

بهذه الخطوة  تشعر المعارضة السورية بنصر اعترفت به باستحياء،فيما تزداد الصورة سوداوية للموالاة التي تشعر بعمق الازمة؛ فالنعامة لا بد لها من اخراج رأسها من الرمل مها طالت المدة كي لا تبتلعها كثبان التغيير.

المركب آيلٌ للغرق يقول انشقاق الجنرال الشاب، لاسيما مع جعبة الاغراءات الخارجية من قبل تركيا والولايات المتحدة وحتى روسيا بتشكيل مجلس عسكري قريب من بطانة النظام يكون قادراً على حماية المصالح الاجنبية في سوريا في حال ذهاب الرئيس الأسد ومنها استمرار تزويد الجيش السوري بالسلاح الروسي وحماية القاعدة البحرية الروسية وتقديم ضمانات بهدوء حدود الجولان والتعاون فيما يسمى بمحاربة تنظيم القاعدة وضبط الملف الكردي ولذا يظهر طلاس الابن ورقة رابحة اليوم، ويبدو انه "الجوكر" لما سيأتي من تسويات قادمة بشأن الملف العسكري السوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق