" إن سورية الجميلة المكونة من خليط من الشرائع الدينية والعادات الاجتماعية المختلفة يتوجب عليها أن تسير نحو المستقبل بإتاحة الزواج المدني".تقول يارا مبيض الفتاة السورية ،ابنة الخامسة و العشرين،"أحترم من يعارض الزواج المدني فهذا حقه و لكنه من حقنا نحن بأن يكون موجوداً " .
يعلِّقُ ناظم تميم على رأي يارا قائلاً بأن الزواج المدني خطوةً أولى في طريق إلغاء تدخل الدين في شؤون الحياة في سورية .
فالدين لم يعد يلبي حاجات الانسان في ظل تطور الحياة" يضيف تميم " إذ يجب سن قوانين لخلق مجتمع مدني ومجتمع مؤسسات مدنية تلبي حاجات الانسان مهما كان انتماؤه الطائفي".
آراء كثيرة لشبان سوريين أسسوا مجموعتهم الخاصة على الموقع الاجتماعي الشهير فيس بوك و عددها لتسعمئة عضو بشعارعنوانه "الزواج المدني حقٌ مدني " محاولين التعبير عن آرائهم بشتى الوسائل و منها المواقع الالكترونية الاجتماعية لطرح مواضيع تتعلق بالدين و الحياة و الحرية الفردية و للمطالبة بقانون للزواج المدني يعرَّف بأنهُ عقد زواج رابط بين زوجين موثق العهد بشاهدين في مقر رسمي مختص حكومي ، هذه الوثيقة تضمن حقوق كلا الزوجين بالعدل والمساواة في حالة الطلاق.
عالم جديد يحطم مفاهيم سلفه التقليدي
و يعزو الكاتب و الباحث السوري سليمان يوسف الباحث في قضايا المجتمع المدني تشعبَ الآراءِ حول قضية الزواج المدني إلى التباين في النظرة لعالم جديد بدأ يحطم مفاهيم العالم التقليدي القديم ويخترق الحواجز التي يفرضها التراث.
"إن القبول بالزواج المدني يرتبط ويتعلق بدرجة كبيرة بسوية الوعي المدني" ولكن يوسف يرى بأن عقدة الدين مازالت العقبة الكبيرة أمام استصدار قانون الزواج المدني في سورية وفي باقي المجتمعات الشرقية " الأمر الذي يتعارض مع القوانين المدنية والحريات الفردية ومع مبادئ حقوق الإنسان".
الزواج المدني حجر أساس العلمانية
محمد سنجقدار من ضمن هذه المجموعة(الزواج المدني حق مدني) يقول :"إن الزواج المدني هو البداية وحجر الأساس لدولة علمانية ونهضة اجتماعية ستقوم بحل كل مشاكلنا ، تقودنا نحوطريق التطور والازدهار".
يشدد خالد الإختيار ،الصحفي والناشط السوري على المكانة المتقدمة التي يحظى بها الزواج المدني ضمن الأطر الفكرية التي تنظر لعلمانية الدولة حيث أن من ضمن أولوياتها و مهامها توفير فرص مجتمعية متساوية أمام مواطنيها، بغض النظر عن اعتبارات الجنس والعرق والدين.
" ناهيك عن أنه يطرح في أفقه الأبعد حلا نموذجيا لمعضلات اجتماعية خلافية مزمنة, ليس أقلها مسألة تعدد الزوجات، وتحريم الطلاق " يقول الاختيار .
الزواج المدني لا يهدد الأسرة
و ينفي يوسف مقولة الرافضين لقانون الزواج المدني بحجة أنه" يهدد رابطة الزواج والأسرة بالتفكك بسبب سهولة حله " .فهذه حجة وذريعة باطلة ومردود عليها. إذ في الوضع الحالي، للرجل حرية طلاق زوجته وفق القانون الدارج وبكلمة واحدة، بسهولة أكبر بكثير من قانون زواج مدني عصري ومدروس ترعاه الدولة يرتكز إلى شرعة حقوق الإنسان، يضمن حق المرأة والأولاد ويحصن المرأة أكثر ويضمن حقوقها المدنية والانسانية والاقتصادية.
وهو حق نصت عليه الشرعة الدولية لحقوق الانسان في المادة 16 والتي تقول : "تعتبر الأسرة الخلية الأساسية في المجتمع، وتتمتع بحق حماية المجتمع و الدولة. ومتى أدرك الرجل و المرأة سن البلوغ، يحق لكل منهما الزواج و تأسيس أسرة، دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين".
تتيانا أبو عسلي من نفس المجموعة تقول: "أن الله محبة و الزواج يحقق هذه المحبة خصوصا عندما يكون هدفه بناء عائلة تغمرها المحبة بغض النظر عن دين او طائفة الطرفين ."فهو لا ينافي طريق الله الذي هو ربٌ واحد لجميع البشر" .
زواجك المدني يبدأ خارج الحدود
إن الزواج في القانون السوري هو زواج ديني أساسا مهما حاول بعضهم تجميل الصورة وتلميعها يزعم الإختيار حيث ان قوانين الزواج المدني الموجودة في سوريا فهي مخصصة لغير السوريين.
الأمر الذي يدفع السوريون الراغبين بزواج مدني إلى استقبال يوم الزوجية الأول في دول أجنبية مجاورة كاليونان، وقبرص، استفادة من قوانين الأحوال الشخصية المدنية فيها، عوضاً على أن يكون ذلك في بلدهم وبين ذويهم حسب الإختيار.
و ليبقى استصدار قانون للزواج المدني في سورية قيد الانتظار بالرغم من كونه أمرٌ ضروري لا يعني قطعاً الفوضى والإباحية وانتهاك القيم والأخلاق العامة حسب يوسف وإنما شرعنة وقوننة واقع قائم و مفروض في إطار قانوني وديمقراطي وطني.
محمد حسين حمدان
روابط متعلقة على الفيس بوك
الزواج المدني
الزواج المدني في سوريا
من أجل زواج مدني في مصر
مقالات متعلقة
الزواج المدني هو الحل
الزواج المدني ممنوع في لبنان
الزواج المدني الاختياري
شاهد هذا التقرير | |||||||||||||
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق