الخميس، 27 مايو 2010

الانطباع المسبق في الحكم على المواقع الإلكترونية التابعة لمحطات تلفزيونية


 العربية دوت نت و سي بي إن دوت كوم محورُ تقييمي و أحببت أن أتكلم عن الانطباع المسبق لدى المتصفحيين     و أثره على تقييم المواد المنشورة .و هذ أمر بالغ الأهمية إذ غالباً ما تكون الأحكام المسبقة ذات دور سلبي أو إيجابي على تقبُّل المعلومات و كذلك  تصديقها أو تكذيبها فالموقعين التابعين لشبكتين تلفزيونيتين عريقتين ،مجموعة إم بي سي المملوكة سعودياً و شبكة سي بي إن الأمريكية بعمر يزيد عن خمسين عام و ما رافقهما من جدل و لا سيما أثناء تغطيات الأزمات والحروب كحرب لبنان و الحرب على العراق و العدوان على غزة و هنا أتكلم بالتحديد عن انطباع جزء من المشاهدين و المتصفِّحين العرب و ألخص سبب  ذلك في نقطتين:

الأولى و هي الاتهامات الكثيرة بالتبعية التي ترافق قناة العربية للغرب و التماشي مع أهداف الولايات المتحدة في المنطقة و تكريس جميع وسائلها للترويج للسياسة الأمريكية و ضعف دورها في تغطية الكثير من الأحداث الأمر الذي جعل  جزءا  كبيرت من متصفِّحيها   ينظرون إلى المعلومات المنشورة بشيء من عدم المصداقية  .


 النقطة الثانية وهي  الرسالة المعلنة و الواضحة لشبكة  سي بي ان في نشر القيم المسيحية بالإضافة إلى نشر معايير  و سلوكيات معينة تتعلق بالتربية و التعليم و المجتمع من وجهة نظر محافظة  تعطيها مصداقية أكبر فهي لا نخفي هدفها على عكس العربية الخفية المعالم رغم تبعيتها لتيار اسلامي محافظ .

و أما محتوى سي بي ان فلا يختلف عن موقع العربية من ناحية استخدام أحدث تقنيات عالم الاتصالات و تحديث الأخبار و لكن المحتوى يختلف فهو ليس خبريا فقط إذ يحتوي كما ذكرت على عناوين و روابط تتعلق بالمجتمع و الدين و التنشئة  و لذا فإن وجه الاختلاف الأول بين الموقعين هو المباشرة في التعبير عن الرؤية.

المسألة الأخرى و هي الدقة فمن الممكن ان تكون الموضوعات ذات دقة عالية و لكن التضليل يكون في طرح مواضيع معينة دون غيرها .و هنا يبدو التلاعب الاعلامي الذي يلزم الحياد احياناً خطوة لعدم قول أي شيء.

و بالرغم مما ذكر فإن الموقعين مصدرين منطقيين للمعلومات و لكن يجب أن نضع في الحسبان ما وراء الخبر دوماً .

 أخيراً،تبقى  المصداقية  مشكلة عالمية و ليست مشكلة مواقع بعينها و هذا يتراوح بمدى  الالتزام  بميثاق الشرف المهني كالتمسك بالقيم الصحفية من صدق وجرأة   واستقلالية  و معاملة الجمهور   باحترام والتعامل مع كل قضية أو خبر بالاهتمام المناسب لتقديم صورة واضحة واقعية ودقيقة  و تقديم وجهات النظر والآراء المختلفة دون محاباة أو انحياز لأي منها.

محمد حمدان

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق